فهرس المواد التمهيد... 3 الملخص التنفيذي... 6 المقدمة... 8 القسم األول :الميل الجنسي المشاكل في تعريف المفاهيم األساسية...

Transcript

1 خريف العام العدد فهرس المواد التمهيد... 3 الملخص التنفيذي... 6 المقدمة... 8 القسم األول :الميل الجنسي المشاكل في تعريف المفاهيم األساسية سياق الرغبة الجنسية الميل الجنسي مواجهة فرضية "ولد هكذا" د ارسات التوائم علم الو ارثة الجزيئي الدور المحدود لعلم الو ارثة تأثير الهرمونات الميل الجنسي والدماغ الق ارءة الخاطئة لألبحاث التعرض لالعتداء الجنسي توز ع الرغبات الجنسية وتغي ارتها على مر الزمن الخالصة القسم الثاني: الجنسية الغريزة والضغوطات االجتماعية الصحة على والنتائج العقلية...50 لمحة تمهيدية الغريزة الجنسية والصحة العقلية حقوق النشر جميع الحقوق محفوظة. للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة الموقع اإللكتروني:

2 الغريزة الجنسية واالنتحار الغريزة الجنسية وعنف الشريك الحميم النتائج الصحية على مغايري الهوية الجندرية تفسي ارت المشاكل الصحية: نموذج الضغوطات االجتماعية التمييز والتعصب الوصم التستر اختبار النموذج الخالصة القسم الثالث:الهوية الجندرية...74 المفاهيم الرئيسية وأصولها عدم االرتياح مع الجندر الجندر ووظائف األعضاء تغيير الهوية الجندرية لدى األطفال التدخالت العالجية لدى األطفال التدخالت العالجية لدى ال ارشدين الخالصة...97 الحواشي لورنس س. ماير بكالوريوس في الطب والج ارحة ماجستير دكتو اره هو باحث مقيم في قسم طب النفس في كلية جونز هوبكنز للطب وبروفسور في اإلحصاءات واإلحصاءات الحيوية في جامعة والية أريزونا. أم ا الدكتور بول ر. مك هيو فهو بروفسور في طب النفس و والعلوم السلوكية في كلية جونز هوبكنز للطب وشغل موقع رئيس قسم طب النفس في مستشفى جونز هوبكنز على مدى خمسة وعشرين عام. وقد كتب وشارك في كتابة عدد كبير من الكتب آخرها "حاول أن تتذكر: التضارب في طب النفس حول المعنى والذاكرة والعقل )دانا برس )2008 " Meaning, Try to Remember: Psychiatry s Clash over "Memory, and Mind (Dana Press, 2008). 2 ~ The New Atlantis

3 التمهيد عنها. حول يتوجه هذا التقرير إلى عامة الشعب ولا عاملين في مجال الصحة العقلية وذلك بغية لفت االنتباه إلى مسائل الصحة العقلية التي يواجهها السكان من اإلل جي بي تي ) LGBT -المثليات والمثليين وثنائيي الجنس ومغايري الهوية الجندرية( وتقديم لمحة علمية وقد تم إعداد التقرير بناء على طلب الدكتور بول ر. مك هيو وهو دكتور في الطب ولا رئيس السابق لقسم الطب النفسي في مستشفى جونز هوبكنز وأحد األطباء النفسيين ال ارئدين في العالم. فطلب مني الدكتور مك هيو م ارجعة د ارسة أعدها مع زمالئه مواضيع تتعلق بالميل الجنسي والهوية وقد كمنت الجنسية. مهمتي األصلية في التأكد من دقة االستدالالت اإلحصائية وم ارجعة مصادر إضافية. وفي األشهر التي تلت ذلك ارجعت عن كثب أكثر من 500 مقالة علمية حول هذه المواضيع واطلعت على مئات المقاالت األخرى. وانتابني قلق شديد لدى معرفتي أن مجتمع اإلل جي بي تي يعاني من معدل من مشاكل الصحة العقلية غير متجانس مع معدل هذه المشاكل لدى السكان ككل. ومع نمو الو ارثة اهتمامي بالموضوع البحث وسعت وأم ارض الغدد الصماء والطب النفسي ليشمل مجموعة متنوعة من المجاالت العلمية بما في ذلك علم األوبئة وعلم وعلم األعصاب وعلم األج نة وطب األطفال. ارجعت كما من عدد ا كبير ا الد ارسات األكاديمية التجريبية التي أجريت في مجال العلوم االجتماعية بما في ذلك علم النفس وعلم االجتماع والعلوم السياسية وعلم االقتصاد والد ارسات الجندرية. وقد وافقت على أن أكون الكاتب الرئيسي وأن أعيد كتابة النص وتنظيمه وأوس عه. وأنا أؤيد كل جملة واردة في هذا التقرير من دون أي تحفظ ومن دون أي انحياز في ما يتعلق بأي مناقشات سياسية أو فلسفية. فهذا التقرير يتمحور حول العلم والطب ال أكثر وال أقل. هذا وقد يرغب الق ارء الذين يتساءلون عن عملية توليف هذا التقرير باالرتكاز على أبحاث من عدد كبير من المجاالت المختلفة في التعرف قلي ال إلى كاتبه الرئيسي. أنا أكاديمي بدوام كامل أشارك في جميع جوانب التعليم والبحوث والخدمات المهنية. أنا عالم إحصاء حيوي وعالم أوبئة يركز على تصميم البيانات التجريبية وبيانات الرصد في مجال الصحة العامة والطب وتحليلها وتفسيرها وخاصة عندما تكون هذه البيانات معقدة من حيث القضايا العلمية األساسية. أنا طبيب باحث تلقيت التدريب في مجال الطب والطب النفسي في المملكة المتحدة وحزت الشهادة البريطانية المعادلة لشهادة دكتور في الطب األمريكية. وأذكر أنني لم أمارس الطب أبد ا )بما في ذلك الطب النفسي( في الواليات المتحدة أو في الخارج. وقد أدليت بشهادتي في عش ارت الدعاوى القانونية على المستوى الفد ارلي كما على مستوى الواليات والجلسات التنظيمية حيث قمت في معظم الحاالت بم ارجعة النصوص العلمية لتوضيح القضايا قيد البحث والدر اسة. وأؤيد بقوة المساواة بين البشر وأعارض تمييز مجتمع اإلل جي بي تي وقد أدليت بشهادتي نيابة عنهم كخبير إحصائي. لقد عملت كأستاذ متفرغ مثبت ألكثر من أربعة عقود. وشغلت مناصب تعليمية في ثماني جامعات بما في ذلك جامعة برنستون وجامعة والية بنسلفانيا وستانفورد وجامعة والية أريزونا ومدرسة بلومبرغ للصحة العامة وكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز 3 ~ The New Atlantis

4 والية أوهايو وجامعة فرجينيا للتكنولوجيا وجامعة ميشيغان. في وظائف شغلت كما هيئة التدريس البحثية في من عدد كبير المؤسسات األخرى بما في ذلك مجموعة مايو كلينيك. وقد شملت المناصب التي شغلتها بدوام كامل وبدوام جزئي 23 تخصص ا بما في ذلك اإلحصاء واإلحصاء الحيوي وعلم األوبئة والصحة العامة والمنهجية االجتماعية والطب النفسي والرياضيات وعلم االجتماع والعلوم السياسية واالقتصاد والمعلوماتية الطبية الحيوية. بيد أن اهتماماتي البحثية لم تتنوع بقدر تنوع المناصب األكاديمية التي شغلتها: فقد انصب التركيز في مسيرتي المهنية على معرفة كيفية استخدام اإلحصاءات والنماذج في مختلف التخصصات وذلك بهدف تحسين استخدام النماذج وتحليالت البيانات في تقييم القضايا الهامة في عالم السياسة والتنظيم والقانون. وقد نشرت مقاالت في عدد كبير من نخبة المجالت التي تخضع لم ارجعة النظ ارء )بما في ذلك " "( كما أنني ارجعت مئات المخطوطات المقدمة للنشر في عدد " و" كبير من أهم المجالت الطبية والمجلة األمريكية للصحة العامة " أما في الوقت الحالي فأنا واإلحصائية والوبائية )بما في ذلك نيو انغالند جورنال اوف ميديسين " ".)" " ومجلة الجمعية اإلحصائية األمريكية " باحث مقيم في قسم الطب النفسي في كلية جونز هوبكنز للطب وأستاذ في اإلحصاء واإلحصاء الحيوي في جامعة والية أريزونا. كما أنني شغلت وحتى األول من تموز/ يوليو 2016 منصب ا في هيئة التدريس بدوام جزئي في مدرسة بلومبرغ للصحة العامة وكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز وفي مايو كلينيك. ولم يكن من الممكن تحقيق الت ازم طموح مثل هذا التقرير لوال مشورة الكثير من العلماء والمحررين الموهوبين ونصائحهم. وأنا ممتن للمساعدة الكبيرة التي قدمتها لي ا لور إ. هارينغتون وهي حائزة دكتو اره في الطب وماجستير في الج ارحة وطبيبة نفسية حصلت على تدريب مكثف في الطب الباطني وعلم المناعة العصبية تركز في ممارساتها السريرية على الم أرة التي تمر بمرحلة انتقالية في الحياة بما في ذلك العالج اإليجابي وعالج مجتمع اإلل جي بي تي. وتجدر اإلشارة إلى أنها ساهمت في إعداد التقرير بأكمله وخاصة من خالل تقديم خبرتها في األقسام المتعلقة بعلم الغدد الصماء وأبحاث الدماغ. كما أنني مدين لبنتلي ج. هانيش الشاب الحائز شهادة البكالوريوس في علم الو ارثة والذي يتوقع أن يتخرج من كلية الطب في العام 2021 بشهادة دكتو اره في الطب/ دكتو اره في علم األوبئة النفسية. فقد ساهم في إعداد التقرير بأكمله وخاصة تلك المقاطع المتعلقة بعلم الو ارثة. إلى جانب ذلك فأنا ممتن للدعم الذي قدمته لي مدرسة بلومبرج للصحة العامة وكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز وجامعة والية أريزونا ومايو كلينيك. في سياق صياغة هذا التقرير استشرت عد دا من األف ارد الذين طلبوا مني عدم توجيه الشكر لهم باالسم. فقد خشي البعض رد فعل غاضب من األشخاص األكثر تشد دا في مجتمع اإلل جي بي تي فيما خشي البعض اآلخر رد فعل غاضب من األشخاص 4 ~ The New Atlantis

5 األكثر تشدد ا في د تتمحور حول المجتمعات المحافظة دين يا. بيد أن أكثر ما أزعجني هو أن البعض خشي أن تحاسبه جامعته لمش اركته في ارسة هذه المواضيع المثيرة للجدل بغض النظر عن محتوى التقرير وهو تصريح محزن حول الحرية األكاديمية. أهدي عملي على هذا التقرير في المقام األول لمجتمع اإلل جي بي تي الذي يعاني معد ال غير متناسب من مشاكل الصحة العقلية مقارنة بالسكان ككل. لذا يجب علينا إيجاد طرق للتخفيف من معاناته. أهديه أيض ا إلى العلماء الذي يجرون األبحاث بن ازهة حول مواضيع تثير الجدل العام على أمل أال يضلوا طريقهم وسط األعاصير السياسية. وقبل كل شيء أهديه لألطفال الذين يعيشون ص ارع ا مع هويتهم الجنسية وجندرهم. فاألطفال يشكلون حالة خاصة عند معالجة قضايا الجندر. ففي سياق نموهم يكتشف العديد من األطفال فكرة أن يكونوا من الجنس اآلخر. وقد تتحسن الحالة النفسية لبعض األطفال النفسية إذا تم تشجيعهم ودعمهم في مرحلة التطابق مع الجندر اآلخر وخاصة إذا كان التطابق قو يا ا ومستم ر مع الوقت. أن إال جميع األطفال تقريب ا يشعرون في نهاية المطاف بالتطابق مع جنسهم البيولوجي. فاعتبار أن الطفل في الثانية من عمره إن عب ر عن أفكار وسلوكيات تتطابق مع الجنس اآلخر يمكن أن يعتبر ا مغاي ر للهوية الجندرية مدى الحياة ال داعم له في مجال العل م. في الواقع فمن الظلم االعتقاد أنه يجب تشجيع جميع األطفال الذين يبينون ا أفكا ر مرحلة ما من نموهم وخصو صا قبل سن البلوغ على أن يصبحوا من مغايري الهوية الجندرية. وعلماء وأطباء مواطنين بصفتنا وجهات نظر معينة حول طبيعة باحتياجات المرضى كريمة وهادفة. معنيين الغريزة بالمشاكل التي تواجه الجنسية أو الهوية الجندرية. الذين يعانون وينبغي علينا أن نسعى بعقول منفتحة مجتمع اإلل جي بي تي ال ينبغي بل علينا بد ال من ذلك أو سلوكيات جندرية غير نمطية في بأي عقائد يا نلتزم أن علينا أن نسترشد أو ال وقبل كل شيء للوصول إلى سبل لمساعدتهم على أن يعيشوا حياة لورنس س. ماير بكالوريوس في الطب والج ارحة دكتو اره. 5 ~ The New Atlantis

6 الملخص التنفيذي يعرض هذا التقرير ملخص ا دقيق ا ا وتفسي ر يواكب تطو ارت األبحاث في العلوم البيولوجية والنفسية واالجتماعية المتعل قة بالميل الجن الجنسي والهوية درية. وقد تم إعداده على أمل أن يساهم عرض القضية هذا في تعزيز قد ارتنا كأطباء وعلماء ومواطنين على معالجة المشاكل الصحية التي يواجهها األشخاص اإلل جي بي تي داخل مجتمعنا. ونذكر من النتائج الرئيسية ما يلي: القسم األول: الميل الجنسي ال تدعم األدلة العلمية فهم الميل الجنسي باعتباره سمة خلقية ثابتة وبيولوجية لإلنسان أي فكرة أ ن اإلنسان "ولد هكذا". في حين تبرز أدلة على أن عوامل بيولوجية مثل الجينات والهرمونات ترتبط بالسلوكيات الجنسية واالنجذاب الجنسي لم يتوصل العلم حتى اليوم ألي تفسي ارت بيولوجية سببية قوية للميل الجنسي البشري. فيما حدد الباحثون اختالفات طفيفة في هيكليات الدماغ ونشاطاته بين مثلي الجنس ومتباين الجنس ال تبين هذه االكتشافات العصبية الحيوية ما إذا كانت هذه االختالفات خلقية أو ناتجة عن عوامل بيئية ونفسية. تشير د ارسات طوالنية أجريت على الم ارهقين إلى أن الميل الجنسي قد يكون مرن ا جد ا على مدى حياة بعض الناس إذ قدرت د ارسة واحدة أن ما يصل إلى 80 في المئة من الم ارهقين الذكور الذين يعربون عن انجذابهم لشخص من الجنس نفسه ال يشعرون باألمر عينه بعد بلوغ سن الرشد )إال أ ن بعض الباحثين شككوا في مدى الذي عكس هذا الرقم للتغي ارت الفعلية في االنجذاب لشخص من الجنس نفسه وليس ألدوات عملية المسح فحسب(. يصل احتمال أن يكون غير متبايني الجنس قد تعر ضوا لالعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة إلى مرتين إلى ثالث م ارت أكثر من احتمال تعر ض متبايني الجنس له. القسم الثاني: الغريزة الجنسية ولا نتائج على الصحة العقلية والضغوطات االجتماعية عموما يتعرض األشخاص غير متبايني الجنس بنسبة مرتفعة إلى خطر مواجهة مجموعة متنوعة بالمقارنة مع السكان من النتائج السلبية على الصحة الجسدية والعقلية. يتعرض األشخاص غير متبايني الجنس لحوالى 1.5 ضعف خطر اإلصابة بالكتئاب و 1.5 أكثر مر ات من اضط اربات القلق متبايني من مر ات خطر تعاطي المخد ارت ونحو 2.5 م ارت خطر االنتحار. وحوالى الجنس 6 ~ The New Atlantis

7 يتعرض مغايرو الهوية الجندرية أي ضا إلى خطر أكبر للتعرض لمجموعة متنوعة من مشاكل الصحة العقلية مقارنة مع األشخاص غير مغايري الهوية الجندرية. وما يدعو للقلق بشكل خاص هو معدل محاوالت االنتحار لألشخاص مغايري الهوية الجندرية من الواليات المتحدة ككل. جميع األعمار والذي يقدر ب 41 في المئة مقابل أقل من في صفوف من في المئة 5 سكان تبرز أدلة تشير رغم كونها محدودة إلى أن عوامل الضغوطات االجتماعية مثل التمييز والوصم تساهم في الخطر المرتفع للتعرض لسوء الصحة العقلية في صفوف األشخاص غير متبايني الجنس ومغايري اإلطار من الضروري إج ارء د ارسات طوالنية عالية الجودة ليشك ل مسائل الصحة العامة. "نموذج الضغوطات الهوية الجندرية. في هذا االجتماعية" أداة مفيدة لفهم القسم الثالث: الهوية الجندرية إن فرضية أن الهوية الجندرية عبارة عن سمة فطرية وثابتة لإلنسان مستقلة عن الجنس البيولوجي أي أن الشخص قد يكون "رجال ا محتج ز في جسم ام أرة" أو "ام أرة محتجزة في جسم رجل" ليست مدعومة بأدلة علمية. وفق ا لتقدي ارت صدرت هم البيولوجي. مؤخ ر ا يتطابق حوالي 0.6 في المئة من ال ارشدين في الواليات المتحدة مع جندر ال ي توافق مع جنس أظهرت د ارسات قارنت بين هيكلية دماغ مغايري الهوية الجندرية ودماغ غير مغايري الهوية الجندرية عالقة ضعيفة بين هيكلية الدماغ مع الجندر اآلخر. والتطابق مع الجندر اآلخر. وهذه العالقة ال تقدم أي دليل على وجود أساس عصبي حيوي للتطابق عموما يبقى ال ارشدون الذين خضعوا لج ارحة إعادة تحديد الجنس أكثر عرضة مقارنة مع السكان الصحة النفسية. إذ وجدت إحدى الد ارسات أن األشخاص الذين قاموا بإعادة تحديد جنسهم مقارنة أنفسهم كانوا أكثر عرضة لمحاولة االنتحار بحوالي 5 م ارت وأكثر عرضة للموت انتحار ا ب 19 مرة. لنتائج سيئة على مع الذين يكبحون يشك ل األطفال حالة خاصة في معالجة قضايا مغايري الهوية الجندرية. فأقلية من األطفال فقط من الذين يعيشون حالة التطابق مع الجندر اآلخر يستمرون بذلك عندما يصبحون م ارهقين أو ارشدين. ال تبرز أدلة علمية كثيرة حول القيمة العالجية للتدخالت التي تؤخر سن البلوغ أو تعدل خصائص الجنس الثانوية للم ارهقين على الرغم من أن حالة بعض األطفال النفسية قد تتحسن إذا ما تم تشجيعهم ودعمهم في عملية التطابق مع الجندر اآلخر. وال وجود ألي دليل على أنه يجب تشجيع جندرية غير نمطية على أن يصبحوا من مغايري الهوية الجندرية. جميع األطفال الذين يكشفون عن أفكار أو سلوكيات 7 ~ The New Atlantis

8 الغريزة الجنسية والجندر نتائج من العلوم البيولوجية والنفسية واالجتماعية لورنس س. ماير بكالوريوس في الطب والج ارحة دكتو اره وبول ر. مك هيو دكتور في الطب المقدمة قلة هي المواضيع المعقدة والمثيرة للجدل مثل الميل الجنسي لإلنسان وهويته الجندرية. فهذه القضايا تالمس أفكارنا ومشاعرنا األكثر حميمية وتساهم في تحديد هويتنا كأف ارد وككائنات اجتماعية. هذا ويمكن للمناقشات حول القضايا األخالقية التي يثيرها موضوعا الميل الجنسي والهوية الجنسية أن تصبح ساخنة وشخصية كما أن قضايا السياسات المرتبطة بها تشكل أحيا نا موضوع جدل كبير. غالب ا ما يتذرع المتنازعون والصحفي ون والمش رع ون في هذه المناقشات بسلطة العلم أضف إلى ذلك أننا نسمع في و أخبارنا وسائل التواصل االجتماعي التي نستخدمها وفي ثقافتنا الشعبية األوسع ادعاءات حول ما "يقوله العلم" بشأن هذه القضايا. يقدم هذا التقرير ملخصا دقيقا ا وتفسير مواكب ا للتطور حول عدد كبير من النتائج األكثر قو ة التي توصلت إليها العلوم البيولوجية والنفسية واالجتماعية في ما يرتبط بالميل الجنسي والهوية الجندرية. وفي إطار هذا التقرير ندرس مجموعة هائلة من النصوص العلمية في التي تغطي عدد ا كبير ا من التخصصات. ونحاول االعت ارف بمحدودية البحث وتجنب االستنتاجات المبكرة التي من شأنها أن تؤدي إلى التفسير ال ازئد للنتائج العلمية. وبما أن الكتابات ذات الصلة تزخر بالتعريفات ال نكتفي بد ارسة األدلة التجريبية فحسب بل مشاكل المفاهيم في نغوص بيد أن فيها. الكامنة المتعلقة باألخالق أو السياسة بل ينصب تركيزه على األدلة العلمية وما تظهره وما ال تظهره. المتضاربة والغامضة فنحن ال هذا التقرير ال يناقش القضايا نبدأ في القسم األول د ارسة نقدية حول ما إذا كانت المفاهيم مثل التباين الجنسي والمثلية الجنسية والثنائية الجنسية تمثل خصائص بشرية متميزة وثابتة ومحددة تفترض أن الميل الجنسي البشري بيولوج يا. وكجزء من هذه المناقشة نعالج بيولوج يا. فطري بالتالي ندرس األدلة الفرضية الشعبية القائمة على مفهوم "ولد هكذا" والتي التي ترتكز عليها هذه الفرضية في التخصصات الفرعية للعلوم البيولوجية. ونستكشف األصول التنموية لالنجذاب الجنسي والى أي مدى قد مر الزمن والتعقيدات في دمج هذه المعالم في الهوية الجنسية للشخص. وباالعتماد على أدلة من د ارسات من عدد كبير تتغ ي ر هذه المعالم على الكامنة توأمية وأنواع 8 ~ The New Atlantis

9 أخرى من األبحاث نعمل على استكشاف العوامل الو ارثية والبيئية والهرمونية. كما نستكشف بعض األدلة العلمية التي تربط علم الدماغ بالميل الجنسي. أما في القسم الثاني فندرس األبحاث المرتبطة بالنتائج الصحية من حيث صلتها بالميل الجنسي والهوية الجندرية. إذ إن خطر تعرض المثليات والمثليين وثنائيي الجنس ومغايري الهوية الجندرية لنتائج سيئة على الصحة البدنية والعقلية هو خطر ملحوظ باستم ارر وأعلى من خطر تعرض السكان عمو ما للنتائج عينها. وتشمل هذه النتائج االكتئاب والقلق وتعاطي المخد ارت وأكثرها خطورة : االنتحار. ففي الواقع يقد ر أن مستوى محاوالت االنتحار في صفوف مغايري الهوية الجندرية في الواليات المتحدة ب 41 في المئة وهي نسبة أعلى بعشر م ارت مما هي عليه في صفوف عامة السكان. كأطباء وأكاديميين وعلماء نعتقد أنه ال بد من إج ارء جميع المناقشات الواردة الحق ا في هذا التقرير في إطار مسألة الصحة العامة هذه. إلى جانب ذلك ندرس بعض األفكار المقترحة لتفسير هذه النتائج الصحية التباينية بما في ذلك "نموذج الضغوطات االجتماعية". لكن ال يبدو أن هذه الفرضية التي تعتبر أن عوامل الضغوطات االجتماعية مثل الوصم والتحيز تسبب نسبة كبيرة من المعاناة اإلضافية التي لوحظت في صفوف هؤالء األشخاص ال تقدم تفسير ا كام ال ألوجه التفاوت في النتائج. وكما يحقق القسم األول في فرضية أ ن الميل الجنسي ثابت من خالل أساس بيولوجي سببي يتناول جزء من القسم الثالث مسائل مماثلة متعلقة بالهوية الجندرية. فالجنس البيولوجي )الفئات الثنائية من الذكور واإلناث( يشكل جان با ثابت ا من الطبيعة البشرية على الرغم من أن بعض األف ارد الذين يعانون في النمو اضط اربات من قد يحملون الجنسي خصائص جنسية غامضة. في مفهوما اجتماع يا ونفس يا غير واضح المعالم وتق ل األدلة العلمية التي تشير إلى أنها سمة فطرية المقابل تشكل الهوية الجندرية مثبتة بيولوجي ا. يدرس القسم الثالث أي ضا عمليات إعادة تحديد الجنس والدليل على فعاليتها في التخفيف من االضط اربات العقلية التي يعاني عموما يستمر مغايرو الهوية منها عدد كبير من األشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مغايرين للهوية الجندرية. بالمقارنة مع السكان الجندرية الذين خضعوا لعملية ج ارحية في التعرض لخطر كبير من األم ارض العقلية. الجدير بالذكر أن مصدر قلق خاص على وجه التحديد يشمل التدخل الطبي للشباب غير المتطابقين جندري ا. إذ يتلقون بشكل مت ازيد عالجات تثب ت الجندر الذي يشعرون به ويخضعون حتى للعالج بالهرمونات أو لتعديالت ج ارحية في عمر مبكر. إال أن غالبية األطفال الذين يشعرون بالتطابق مع جندر ال يتماشى مع جنسهم البيولوجي لن يشعروا بذلك عند بلوغهم سن الرشد. لذا نحن نشعر بالقلق واالنزعاج من شدة بعض التدخالت غير القابلة للعكس التي تجري مناقشتها عل نا وتستخد م على األطفال. ال يمكن شرح الميل الجنسي والهوية الجندرية بنظريات بسيطة. فهناك فجوة كبيرة بين القناعة الثابتة التي تقوم عليها المعتقدات حول هذه المسائل وما يكشف عنه التقييم الواعي للعلم. في مواجهة هذا التعقيد وغياب الوقائع المؤكدة ال بد لنا من التواضع بشأن ما نعرفه وما ال نعرفه. ونحن نقر طوع ا بأن هذا التقرير ال يشكل تحلي ال شام ال للمواضيع التي يتناولها وال يقدم الكلمة األخيرة فيها. فالعلم ليس بأي حال من األحوال السبيل الوحيد لفهم هذه المواضيع الفائقة التعقيد ولا متعددة الجوانب إذ يمكن 9 ~ The New Atlantis

10 الحكمة والمعرفة استقاء من مصادر أخرى بما في ذلك الفن والدين والفلسفة والتجربة اإلنسانية الحي ة. كما أن شق ا كبير ا من معرفتنا العلمية في هذا المجال ال ي ازل غير مؤك د. مع ذلك نقدم هذه اللمحة عن الكتابات العلمية على أمل أن توف ر ا إطا ر مشترك ا للخطاب الذكي والمستنير في التبادالت السياسية والمهنية والعلمية وأن تضيف إلى قد ارتنا كمواطنين معنيين على تخفيف المعاناة وتعزيز صحة اإلنسان وازدهاره. 10 ~ The New Atlantis

11 القسم األول :الميل الجنسي في حين أنه لدى البعض انطباع أن الميل الجنسي عبارة عن سمة فطرية بيولوجية ثابتة لإلنسان أي أننا إن كنا متبايني الجنس أو مثليي الجنس أو ثنائيي الجنس فقد "ولدنا هكذا" ال تبرز أدلة علمية كافية تدعم هذا االدعاء. إن مفهوم الميل الجنسي في الواقع هو مفهوم غامض للغاية بحد ذاته إذ يمكنه أن يشير إلى مجموعة من السلوكيات والى مشاعر االنجذاب أو إلى الشعور بالهوية. هذا وتبي ن الد ارسات الوبائية اربط ا بسيطا بين العوامل الو ارثية واالنجذاب الجنسي أو السلوكيات الجنسية ولكنها ال توفر أدلة قوية تشير إلى جينات معينة. في هذا السياق تبرز أيض ا أدلة تشير إلى أسباب بيولوجية افت ارضية أخرى للسلوكيات واالنجذابات والهوية الجنسية المثلية مثل تأثير الهرمونات على النمو ما قبل الوالدة ولكن هذه األدلة محدودة أيض ا. فقد وجدت الد ارسات التي أجريت على أدمغة مثليي الجنس ومتبايني الجنس بعض االختالفات ولكنها لم تثبت أن هذه االختالفات فطرية وال تنتج عن العوامل البيئية التي تؤثر على الصفات النفسية والعصبية على حد سواء. يكمن أحد العوامل البيئية التي يبدو أنها مرتبطة بعدم التباين الجنسي في التعرض لالعتداء الجنسي في فترة الطفولة األمر الذي قد يسهم أيض ا في معدالت سوء الصحة العقلية األكثر ارتفاع ا في صفوف األشخاص غير متبايني الجنس مقارنة بالسكان عموم ا. بشكل عام تشير األدلة إلى قدر من المرونة في أنماط االنجذاب والسلوك الجنسي خالف ا لفكرة "ولد هكذا" التي تبس ط للغاية الطابع المعق د للغريزة الجنسية البشرية. يتميز النقاش الشعبي حول الميل الجنسي بفكرتين متناقضتين حول السبب الذي يجعل بعض األشخاص مثليي أو مثليات أو ثنائيي الجنس. ففي حين يزعم البعض أن الميل الجنسي هو عبارة عن خيار يعتقد البعض اآلخر أن الميل الجنسي هو سمة ثابتة بطبيعة اإلنسان وأنه "ولد هكذا". لذا نأمل أن نظهر في هذا القسم أنه على الرغم أن الميل الجنسي ليس خيار ا ال تبرز أي أدلة علمية تثبت ال أري القائل إ ن الميل الجنسي خاصية بيولوجية ثابتة وفطرية. في هذا اإلطار برز مثال على وصف أحد األشخاص الميل الجنسي بأنه خيار حين قالت سينتيا نيكسون وهي نجمة المسلسل ( في كانون الثاني/ يناير 2012 في مقابلة مع صحيفة "نيويورك التلفزيوني الشهير "الجنس والمدينة" ( تايمز": "بالنسبة لي األمر عبارة عن خيار وليس من شأنك أن تحدد مثليتي نيابة عني" وعل قت قائلة إنها "منزعجة جد ا" من مسألة ما إذا كان مثليو الجنس ولدوا هكذا أم ال بقولها: "لماذا ال يمكن أن يكون األمر عبارة عن خيار لماذا يكون الخيار أقل بالمثل كتب ب ارندون أمبروسينو في مجلة "ذي نيو ريبابلك" في العام 2014 أن "الوقت قد حان ليتوقف اإلل جي بي شرعية " 1 تي عن الخوف من كلمة "خيار" وليستعيدوا ك ارمة االستقاللية الجنسية". 2 على العكس يعتقد أنصار فرضية "ولد هكذا" التي أعربت عنها على سبيل المثال أغنية ليدي غاغا في العام 2011 بعنوان "ولدت هكذا Way "Born This أن هناك أساس بيولوجي سببي للميول الجنسية وغالب ا ما يحاولون تدعيم ادعاءاتهم خالل ومقالة من مجلة "ساينس" العلمية 4 يد عي مارك جوزيف ستيرن بالنتائج العلمية. فمن خالل االرتكاز على ثالث د ارسات علمية 3 11 ~ The New Atlantis

12 في مقالة نشرها في مجلة "ساليت" في العام 2014 أن "المثلية هي بال شك وبشكل واضح ال ن ازع عليه سمة فطرية على األقل في صفوف الرجال". 5 بيد أن عالم األعصاب سيمون لو فاي الذي أظهر عمله في العام 1991 اختالفات في الدماغ ما بين الرجال مثليي الجنس والرجال متبايني الجنس أوضح بعد سنوات عدة من د ارسته أنه "من المهم التشديد على النتائج التي لم أتوصل إليها. فأنا لم أثبت أن المثلية الجنسية جينية ولم أعثر على أي سبب جيني ليكون الشخص مثلي ا. كما أنني لم أثبت أن الرجال مثليي الجنس "ولدوا هكذا" وهو الخطأ األكثر شيوع ا الذي يقع فيه األشخاص عند تفسير عملي. ولم أتوصل إلى تحديد موقع خاص بالمثلية في الدماغ". 6 يشمل عدد كبير من الكتب التي صدرت مؤخر ا أبحاث ا علمية ارئجة تقدم ادعاءات حول كون الميل الجنسي فطري ا. وغالب ا ما تبالغ هذه الكتب في النتائج العلمية المعقدة أو على األقل تبس طها بشدة. على سبيل المثال رد عالم النفس والكاتب العلمي ليونارد ساكس في كتابه الصادر في العام 2005 على سؤال طرحته إحدى األمهات التي كانت تشعر بالقلق حول ما إذا كان ابنها الم ارهق سيتخلص من انجذابه المثلي بالقول: "من الناحية البيولوجية يعتبر الفرق بين رجل مثلي ورجل سوي مثل الفرق بين شخص أعسر وشخص أيمن. فكون الشخص أعسر ليس مجرد مرحلة. إذ لن يتحول الشخص األعسر بين ليلة وضحاها إلى شخص أيمن... فمن المقدر أن يولد بعض األطفال عسر ا ومن المقدر أم يولد بعض األطفال ليكبروا ويكونوا مثليين". 7 لكن كما نشير في هذا الجزء من التقرير ال تبرز أدلة علمية كثيرة لدعم ادعاء أ ن االنجذاب الجنسي ثابت ببساطة من خالل ف عوامل طرية وحتمية مثل الجينات. فغالب ا ما يفترض الفهم الشعبي لالكتشافات العلمية الحتمية السببية في حين ال تبرر النتائج هذا االفت ارض. يكمن أحد القيود األخرى المفروضة على البحث وعلى تفسير الد ارسات العلمية حول هذا الموضوع في كون بعض المفاهيم الجوهرية بما في ذلك "الميل الجنسي" بحد ذاته غامضة في كثير من األحيان مما يجعل من الصعب إج ارء قياسات موثوقة في إطار الد ارسات الفردية وعند مقارنة النتائج بين الد ارسات على حد سواء. لذا قبل التطرق إلى األدلة العلمية المتعلقة بنمو الميل الجنسي والرغبة الجنسية سندرس بشكل مستفيض إلى حد ما الغموض المفاهيمي األكثر إثارة للقلق في د ارسة الغريزة الجنسية البشرية من أجل التوصل إلى صورة أكثر اكتماال للمفاهيم ذات الصلة. المشاكل في تعريف المفاهيم األساسية مثاال تشكل المقالة الواردة في مجلة "نيويورك تايمز" في العام 2014 بعنوان "السعي العلمي و ارء إثبات وجود الثنائية الجنسية" 8 توضيح يا حول المواضيع التي تتم معالجتها في هذا القسم مثل الرغبة الجنسية واالنجذاب الجنسي والميل الجنسي والهوية الجنسية والصعوبات الكامنة في تعريف هذه المفاهيم ود ارستها. وتبي ن هذه المقالة على وجه التحديد كيف يمكن لمقاربة علمية لد ارسة النشاط الجنسي البشري أن تتعارض مع وجهات النظر السائدة ثقافي ا حول الميل الجنسي أو مع فهم الكثير من األشخاص 12 ~ The New Atlantis

13 لرغباتهم وهويتهم الجنسية الخاصة. يثير هذا التعارض تساؤالت هامة حول ما إذا كان الميل الجنسي والمفاهيم المتصلة به كلها متماسكة وواضحة المعالم كما يفترض غالب ا الباحثون وعامة الناس على حد سواء. ال بد من اإلشارة إلى أن كاتب المقالة بينوا دنيزت لويس وهو رجل مثلي علن ا يصف عمل العلماء وغيرهم من الذين يحاولون إثبات وجود ميل ثنائي الجنس ثابت. وقد ازر باحثين في جامعة كورنيل وشارك في االختبا ارت المستخدمة لقياس اإلثارة الجنسية والتي تشمل م ارقبة طريقة توسع بؤبؤ العين أمام صور جنسية جريئة. ما أثار دهشته هو اكتشافه أنه وفق ا لهذا المقياس العلمي شعر باإلثارة عند مشاهدة أفالم إباحية لنساء يمارسن العادة السرية: هل يمكن أن أكون ثنائي الجنس وهل كنت متشبث ا جد ا بهويتي كمثلي الجنس وهي التي اعتمدتها في الكلية وأعلنت عنها وسط ضجة كبيرة بين أف ارد العائلة واألصدقاء لدرجة أنني لم أسمح لنفسي بعيش الوجه اآلخر من هويتي يشكل طرح هذه األسئلة بشكل أو بآخر لعنة بالنسبة إلى عدد كبير من المثليين والمثليات. فهذا النوع من عدم اليقين المشترك علن ا هو ما يزيد من توجه اليمين المسيحي وحركة المثليين السابقين المدم رة نفسي ا والمشكوك فيها علمي ا التي ساعد على نموها. فبصفتنا مثليين ومثليات في النهاية من المفترض أن نكون متأكدين من المفترض أننا "ولدنا هكذا". 9 على الرغم من األدلة التي تبدو علمية )لكن المحدودة( على األنماط اإلثارة الجنسية المطابقة للثنائية الجنسية لديه رفض دنيزت لويس فكرة أنه ثنائي الجنس ألن ذلك "غير حقيقي كميل جنسي وال يعكس هويتي". 10 تبي ن مخاوف دنيزت لويس هنا عدد ا من تثيرها التي التعقيدات الد ارسة العلمية للغريزة الجنسية البشرية. إذ يبدو أن المقاييس الموضوعية التي استخدمها الباحثون ال تتناسب مع الفهم الشخصي واألكثر فطرية حول الشعور باإلثارة الجنسية. يرتبط فهمنا الخاص لألمور التي تثيرنا جنسي ا بمجمل التجربة التي عشناها مع غريزتنا الجنسية. إضافة إلى ذلك فإن إص ارر دنيزت لويس على كونه مثلي ا وليس ثنائي الجنس وقلقه من أن عدم اليقين حول هويته يمكن أن يؤدي إلى تداعيات اجتماعية وسياسية يشير إلى حقيقة أنه ال يتم فهم الميل الجنسي والهوية الجنسية فقط من الناحيتين العلمية والشخصية ولكن من الناحية االجتماعية واألخالقية والسياسية أيض ا. ولكن كيف تساعد فئات الميل الجنسي مع تسميات مثل "ثنائي الجنس" أو "مثلي" أو "سوي" العلماء في د ارسة ظاهرة الغريزة الجنسية المعقدة عندما ندرس مفهوم الميل الجنسي يصبح من الواضح كما سيظهر هذا القسم من التقرير أنه مفهو م غامض جد ا ومعر ف بشكل سيء ليكون مفي دا ج دا في اإلطار العلمي وأننا بحاجة بدال منه إلى مفاهيم محددة بوضوح أكبر. من جهتنا نسعى جاهدين في هذا التقرير إلى استخدام مصطلحات واضحة فعند مناقشة الد ارسات العلمية التي تعتمد على مفهوم "الميل الجنسي" نحاول قدر اإلمكان أن نحدد كيفية تعريف العلماء لهذا المصطلح أو المصطلحات ذات الصلة. وتكمن أبرز الصعوبات الجوهرية في د ارسة الميل الجنسي والبحث فيه في أن المفاهيم الكامنة و ارء "الرغبة الجنسية" و"االنجذاب الجنسي" و"اإلثارة الجنسية" قد تكون غامضة واألكثر غموض ا منها هو معنى أن يشعر الشخص بالتطابق مع ميول جنسية بنا ء على بعض أنماط الرغبات أو االنجذابات أو حاالت اإلثارة. 13 ~ The New Atlantis

14 ويمكن لكلمة "رغبة" بحد ذاتها أن تستخدم لتغطية جانب من جوانب اإل اردة التي يع ب ر عنها بشكل طبيعي أكثر بكلمة "أ ريد": أريد أن أخرج لتناول العشاء أو أن أذهب في رحلة في السيارة مع أصدقائي الصيف المقبل أو أريد إنهاء هذا المشروع. عند استخدام "الرغبة" بهذا المعنى فإن األمور المرغوب فيها هي بشكل تام مثل االنتقال إلى مدينة جديدة أو إيجاد عمل جديد فيما قد يكون البعض اآلخر يحلم الشخص بأن إن في الواقع أهداف محددة إلى حد ما قد يكون بعضها قاب ال للتحقيق أكثر طمو حا وبعيد المنال مثل أن يصبح نج ما سينمائ يا عالمي ا. بيد أن التعبير عن الرغبة يشمل في الكثير من األحيان أشياء أقل وضو حا: مثل التطلع الالمتناهي إلى حياة تكون بمعنى ما غير محدد مختلفة أو أفضل أو إلى شعور الشخص غير المكتمل بأن شيئ ا ما قد فقد أو نقص في نفسه أو في عالمه أو في مؤلفات التحليل النفسي القوى الديناميكية الالواعية التي تحدد سلوكيات الشخص المعرفية والعاطفية واالجتماعية ولكن التي تكون منفصلة عن شعور الشخص بذاته العادي والواعي. هذه الفكرة المتأصلة أكثر للرغبة غامضة بحد ذاتها. فقد تشير إلى حالة يأمل الشخص الوصول إليها مثل العثور على معنى للحياة أو الشعور باالكتفاء والرضا بها وهي رغبة من المفترض أنها رغم عدم وضوح تداعياتها بشكل تام ليست بعيدة المنال كلي ا على الرغم من أن مثل هذا الشعور بالطوق قد يكون أيض ا من أشكال تخيل حالة تغيير جذري أو حتى حالة غير قابلة للتحقيق. فإذا كنت أريد أن أذهب في رحلة بالسيارة مع أصدقائي الخطوات واضحة: أتصل بأصدقائي وأختار التاريخ وأحدد الطريق وما إلى لكن هنالك. إذا كنت أشعر التغيير أو باألمل إلى بالطوق في عالقة حميمة وحب وشعور باالنتماء بشكل مستدام أو بص ارع الواعي يعيق قدرتي على المضي قدم ا في الحياة التي حاولت بناءها لنفسي فأنا أواجه حينذاك نوع ا مختلف ا من التحديات. ليس هناك بالضرورة مجموعة من األهداف المحددة جيد ا أو الواعية فما بالك بطرق محددة لتحقيقها. وال يعني ذلك أ ن بلوغ ما يطوق اإلنسان إليه أمر مستحيل هنا لكن غالب ا ما يشمل ذلك أكثر من اختيار إج ارءات ملموسة لتحقيق أهداف معينة فحسب بل يتطل ب تشكيل الشخص لحياته وهو أمر أكثر تعقيد ا من خالل تصرفاته وعبر إعطاء معنى للعالم وللمكان الذي يحتله الشخص في هذا العالم. لذا فإن أول عامل ال بد من أخذه بعين االعتبار عند النظر في النقاشات الشعبية والد ارسات العلمية حول الغريزة الجنسية على حد سواء هو أ ن استخدام مصطلح "الرغبة" يمكن أن يشير إلى جوانب مختلفة من حياة الشخص وخب ارته. يمكن تمام ا كما تتعدد المعاني المقصودة من مصطلح "الرغبة" تتنوع هذه المعاني أيض ا ما يجعل من عملية التحديد الواضح تحد يا آخر. فعلى سبيل المثال ووفق ا للفهم السائد قد يعني مصطلح "الرغبة الجنسية" أن الشخص يريد االنخ ارط في أعمال جنسية محددة مع أف ارد معينين )أو فئات من األف ارد(. في هذا السياق يدرج الطبيب النفسي ستيفن لوفين هذا ال أري الشائع في تعريفه للرغبة الجنسية على أنها "مجموع القوى التي تقربنا من السلوك الجنسي أو تبعدنا عنه". 11 ولكن من غير الواضح كيف يمكن للمرء أن يدرس هذا "المجموع" بطريقة دقيقة جد ا. كما أنه من غير الواضح لماذا يجب تجميع كل هذه العوامل المتنوعة التي أن تؤثر على السلوك الجنسي مثل الفقر المادي في حالة الدعارة على سبيل المثال واستهالك الكحول والمشاعر الحميمة كلها على أنها أوجه من الرغبة الجنسية. فكما يشير ليفين نفسه "بالنسبة إلى أي شخص يمكن للرغبة الجنسية أن تشك ل مفهوم ا حساس ا وصعب التحديد" ~ The New Atlantis

15 إليكم في ما يلي عدد من الطرق التي استخدم فيها مصطلح "الرغبة الجنسية" في السياقات العلمية للداللة على واحدة أو أكثر من الظواهر اآلتية: حاالت اإلثارة الجنسية التي قد تكون أو ال تكون مرتبطة بنشاط محدد جسدي وقد تكون إطار في أو ال تكون.1 اإلد ارك الواعي. االهتمام الشهواني الواعي استجابة إليجاد اآلخرين جذابين )في اإلد ارك أو الذاكرة أو الخيال( والذي قد ال يشمل أي من العمليات الجسدية المرتبطة بحاالت قابلة للقياس من اإلثارة الجسدية. االهتمام القوي بإيجاد الشريك أو ببناء عالقة دائمة. التطلعات الرومانسية والمشاعر المرتبطة باالفتتان بشخص معي ن أو الوقوع في حبه. الميل نحو التعلق بأف ارد معينين. الدافع العام إلى التماس عالقة حميمة مع أحد أعضاء مجموعة معينة. تدابير تجميلية مرتبطة بنظرة اآلخرين إلى الجمال. 13 يشمل أو في د ارسة ما من د ارسات العلوم االجتماعية غالب ا ما يكون لكل من المفاهيم المذكورة أعاله تعريفه العملي الخاص لألغ ارض البحثية. ولكن ال يمكن لهذه المفاهيم أن تشير إلى األمر نفسه. إذ يمكن بوضوح التمييز ما بين االهتمام القوي في العثور على الشريك على سبيل المثال وبين اإلثارة الجسدية. وعند النظر إلى هذه القائمة من الظواهر التجريبية والنفسية يمكن للمرء أن يتصور بسهولة االلتباسات التي قد تنشأ عن استخدام مصطلح "الرغبة الجنسية" من دون العناية الكافية. ويقد م الفيلسوف ألكسندر بروس من جهته ملخ صا مفي دا لبعض الصعوبات التي ينطوي عليها مفهوم االنجذاب الجنسي ذو الصلة: ما معنى أن تكون "منجذب ا جنسي ا" لشخص ما هل يعني ذلك أنك تميل إلى الشعور باإلثارة في وجوده ولكن من المؤكد أنه من الممكن أن يشعر الشخص باالنجذاب الجنسي من دون الشعور باإلثارة. هل يعني ذلك تشكيل االعتقاد بأن الشخص منجذب جنس يا إلى شخص آخر بالتأكيد ال ألن االعتقاد بمن يشعر باالنجذاب الجنسي تجاه اآلخر قد يكون خاطئ ا فعلى سبيل المثال يمكن للمرء أن يخلط ما بين اإلعجاب بالشكل واالنجذاب الجنسي. ه ول يعني ذلك الشعور بالرغبة غير الفعالة بإقامة عالقة جنسية أو عاطفية مع شخص على األرجح ال: إذ يمكننا أن نتصور شخ صا ال يشعر باالنجذاب الجنسي ألحد ولكنه يشعر برغبة غير فاعلة في إقامة عالقة عاطفية بسبب االعتقاد الذي تشكل لديه وفق شهادة اآلخرين بأن العالقات العاطفية ال قيمة فاعلة لها. وتشير هذه األسئلة وغيرها من األسئلة المماثلة إلى أن هناك مجموعة من المفاهيم ذات الصلة التي تندرج في إطار "االنجذاب الجنسي" ومن المرجح ألي تعريف دقيق أن يكون عبارة عن إقحام غير مرغوب فيه. ولكن إذا كان مفهوم االنجذاب الجنسي عبارة عن مجموعة من المفاهيم فال يوجد مفاهيم أحادية المعنى وبسيطة لكل من 14 التباين الجنسي والمثلية الجنسية والثنائية الجنسية. يجب أن يدفعنا غموض مصطلح "الرغبة الجنسية" )والمصطلحات المماثلة( إلى التوقف والنظر في مختلف جوانب التجربة اإلنسانية التي غالب ا ما ترتبط فليست المشكلة به. غير قابلة للتسوية على هذا تقتصر وال المسألة وحدها. إذ قد يصعب أيض ا تعريف مفاهيم العلوم االجتماعية األخرى مثل االعتداء واإلدمان وتعريفها إج ارئي ا ولذلك يتم استخدامها في سياقات مختلفة 15 ~ The New Atlantis

16 وتدل على معان متنوعة *. مع ذلك يطرح هذا الغموض تحد يا ا كبي ر لتصميم البحث وتفسيره على حد سواء مما يتطلب االنتباه لدى مقاربة المعاني والسياقات والنتائج الخاصة بكل د ارسة. ومن المهم أي ضا اإلحاطة استخدامات لها ال تتوافق مع التصنيفات والتقنيات العلمية واضحة المعالم. بأي ارتباطات ذاتية بهذه المفاهيم أو أي سيكون من الخطأ بأي حال من األحوال تجاهل االستخدامات المتنوعة لهذا المصطلح والمصطلحات المرتبطة به أو محاولة الحد من التجارب المتعددة والمتميزة التي قد تشير إليها هذه المصطلحات ضمن مفهوم واحد أو تجربة واحدة. فالقيام بذلك وكما سنرى يمكن في بعض الحاالت أن يؤثر سل با على تقييم المرضى وعالجهم. سياق الرغبة الجنسية بذلك يمكننا أن نوضح ظاهرة الرغبة الجنسية المعقدة بشكل أكبر إذا ما درسنا العالقة التي تربطها بالجوانب األخرى من حياتنا. للقيام نلجأ إلى بعض األدوات المفاهيمية من التقليد الفلسفي المعروف باسم تستمد معناها من السياق الكامل الذي تظهر فيه. علم الظواهر والذي يعتبر أن التجربة اإلنسانية تشير الشهادة حول التجربة إلى أن شعور المرء بالرغبة الجنسية واالنجذاب الجنسي ليس طوع يا على األقل ليس بأي شكل من المباشرة. األشكال إذ إن المجموعة الكاملة من الميول التي غالب ا ما نربطها بالشعور بالرغبة الجنسية سواء كان الدافع للمشاركة في أعمال معينة أو التمتع بعالقات معينة ال تبدو أنها النتيجة الوحيدة ألي خيار متعمد. نحن نشعر بشهواتنا الجنسية )مثل أي شهوة طبيعية أخرى( كما ترد حتى ولو تم التعبير عنها بطرق خفية عبر عدد كبير من العوامل والتي قد تشمل إلى حد كبير اإل اردة. في الواقع وبعي دا عن الظهور كنتيجة إل اردتنا غالب ا ما تكون الرغبة الجنسية كيفما عرفناها عبارة عن قوة كبيرة مماثلة للجوع يعاني الكثيرون )وخاصة في مرحلة الم ارهقة( من أجل ضبطها والسيطرة عليها. باإلضافة إلى ذلك يمكن للرغبة الجنسية أن تؤثر على تركيز الشخص الإ ارد يا أو أن تلو ن تصو ارته وتجاربه ولقاءاته اليومية. أما ما يبدو أنه يقع تحت سيطرتنا إلى حد ما فهو كيف نختار أن نعيش مع هذه الشهوة وكيف ندمجها في الجوانب األخرى من حياتنا. عطى حتى قبل قدرتنا على المناقشة ولكن يبقى السؤال: ما هي الرغبة الجنسية وما هو هذا الجزء من حياتنا الذي نعتبر أنه م واتخاذ ق ار ارت عقالنية حوله نحن ندرك أن الحيوانات تشعر بنوع من أنواع الشهوة الجنسية كما هو واضح في الدورة النزوية عند الثدييات. إذ إن اإلثارة الجنسية والتقبل الجنسي يرتبطان لدى معظم أنواع الثدييات بمرحلة دورة اإلباضة التي تكون األنثى * _ يشير وضع التعريف اإلج ارئي إلى الطريقة التي يجعل من خاللها علماء االجتماع ا متغي ر ما قاب ال للقياس. فمن الممكن تعريف المثلية الجنسية تعريف ا إج ارئي ا وفق األسئلة التي تقدمها العينة التي يشملها المسح على األسئلة حول ميولها الجنسية. أو يمكن تعريفها إج ارئي ا من خالل إجابات عن أسئلة حول رغباتهم وانجذاباتهم وسلوكياتهم الجنسية. إن تعريف المتغي ارت تعريف ا إج ارئي ا بطرق من شأنها القياس بموثوقية سمة أو سلوك تجري د ارسته جزء صعب ولكنه مهم في أي من أبحاث العلوم االجتماعية. 16 ~ The New Atlantis

17 في خاللها متقبلة لعملية التوالد. 15 فمن المي ازت الفريدة نسب يا التي يتمتع بها اإلنسان العاقل والتي ال يتمتع بها سوى عدد قليل من الرئيسات األخرى وهي أعلى رتب من الثديات هي أن الرغبة الجنسية ال ترتبط ا حص ر بدورة اإلباضة لدى الم أرة 16. لقد أرى بعض علماء األحياء أن هذا يعني أن الرغبة الجنسية عند البشر تطورت لتسهيل الحفاظ على عالقات بين اآلباء مستدامة واألمهات ذلك إضافة إلى الغرض البيولوجي األساسي وهو التوالد. أي ا كان تفسير أصول الغريزة الجنسية ووظائفها البيولوجية تحمل تجربة الرغبات الجنسية التي يعيشها اإلنسان أهمية تتجاوز األغ ارض البيولوجية التي تخدمها الرغبات والسلوكيات الجنسية. وليست هذه األهمية مجرد إضافة موضوعية على الواقع الفسيولوجي والوظيفي األساسي أكثر بل تكمن في عامل يسود تجربة الغريزة الجنسية التي يعيشها اإلنسان. واستناد ا إلى استنتاجات الفالسفة الذين يدرسون بنية الخبرة الواعية تتشكل طريقة مواجهتنا للعالم من خالل ما نعيش فيه من "تجسيد ومها ارت جسدية وسياق ثقافي ولغة وممارسات اجتماعية أخرى". 17 فقبل وقت طويل من أن يختبر معظمنا تجربة أي شيء مماثل لما نربطه عادة بالرغبة الجنسية نعيش وفرص وحرمان وغيرها من التجارب. ربما يكون للغريزة بالفعل في سياق ثقافي واجتماعي يشمل أشخا صا آخرين ومشاعر وعواطف الجنسية مثل الظواهر البشرية األخرى التي تصبح تدريج يا جز ءا من تشكيلتنا النفسية جذور في هذه التجارب المبكرة التي تؤدي إلى تشكيل المعاني عند اإلنسان. فإذا كان تشكيل المعاني جز ءا ال يتج أز من التجربة اإلنسانية بشكل عام بالتالي من المرجح أن يؤدي ا دو ر رئيس يا في التجربة الجنسية على وجه الخصوص. ونظر ا إلى أن اإل اردة تؤدي دورها في هذه الجوانب األخرى من حياتنا فمن البديهي أن تؤدي دور ا في تجربتنا الجنسية أيض ا من بين عدد كبير من العوامل األخرى. وال يعني ذلك أ ن الحياة الجنسية بما في ذلك الرغبة الجنسية واالنجذاب الجنسي والهوية الجنسية هي نتيجة أي حسابات متعمدة هاما في الغريزة الجنسية فإن هذه اإل اردة معقدة جد ا بحد ذاتها: فالكثير من خيا ارتنا وعقالنية. فحتى لو كانت اإل اردة تؤدي ا دو ر اإل اردية وربما غالبيتها ال تبدو نتيجة ق ار ارت منفصلة أو واعية أو متعمدة. فاألمر "اإل اردي" ال يعني بالضرورة أنه "متعمد". وتشمل حياة من الرغبة واإل اردة السلوك الضمنية أنماط من عدد ا كبير ا ولا طرق الخفية في اعتماد المواقف المختلفة في حياة المرء أو التخلي عنها. التي تعود إلى العادات والخب ارت الماضية إذا كان مثل هذا الفهم لحياة من الرغبة واإل اردة صحيح فإننا ال "نختار" عمد ا رغباتنا الجنسية أكثر من ولا ذكريات اختارنا ل رغباتنا األخرى. قد يكون من األكثر دقة أن نقول أننا نوجه أنفسنا تدريج يا ونقدمها لهذه الرغبات على مدى نمونا والتنمية. إن عملية تشكيل أنفسنا واصالحها كبشر مشابهة لما يسميه أب ارهام ماسلو بتحقيق الذات. 18 فلماذا يجب أن تشكل الغريزة في إطار الصورة التي نقدمها ال تشكل العوامل الجنسية استثنا ء لهذه العملي ة الداخلية مثل تركيبتنا الجينية والعوامل البيئية الخارجية مثل تجاربنا السابقة سوى مكونات بيد أن هذه المكونات مهمة في التجربة اإلنسانية المعقدة للرغبة الجنسية. 17 ~ The New Atlantis

18 الميل الجنسي تمام ا كما أن مفهوم "الرغبة الجنسية" معقد وصعب التحديد لم يتم التوصل حتى اآلن إلى تعريفات موحدة لمفاهيم "الميل الجنسي" و"المثلية الجنسية" و"التباين الجنسي" ألغ ارض األبحاث التجريبية. فهل يجب على سبيل المثال تعريف المثلية على أنها الرغبة في المشاركة في أعمال معينة مع أف ارد من الجنس نفسه أو إلى تاريخ معينة من رغبات المرء أو تخيالته الخاصة إلى دافع ثابت إلى أو من مط من االشت ارك طلب اجتماعية يفرضها الشخص ذاته أو اآلخرون أو إلى عامل آخر مختلف تما ما الحميمية في مثل هذه األعمال أو إلى مي از ت مع أف ارد من الجنس نفسه أو إلى هوية منذ وقت ليس بالقريب أي العام 1896 اعتبر المفكر الفرنسي مارك أندريه ارفالوفيتش في كتاب حول المثلية الجنسية أن هناك 10 أكثر من الجنسية"(. 19 وقد أتاح كان أنواع مختلفة من الميل أو السلوك العاطفي تندرج تحت ارفالوفيتش في كتابه النظر عن قرب إلى أريه هذا: إذ أ خ ر مصطلح "المثلية محاكمة الكاتب الجنسية" )أو ما أسماه "األحادية أوسكار وايلد وسجنه وما نتج عن ذلك من عار اجتماعي لحق بالكاتب الذي تمت محاكمته بتهمة "الفحش الشديد" مع رجال آخرين. ي ذكر أن ارفالوفيتش نفسه على عالقة طويلة وحميمة مع جون غ اري وهو أديب يعتقد أنه كان مصدر إلهام إحدى مؤلفات وايلد الكالسيكية بعنوان صورة دوريان غ اري. 20 في هذا اإلطار يمكننا أيض ا العودة إلى كتابات التحليل النفسي واسعة النطاق التي ظهرت في مطلع القرن العشرين حول موضوع الرغبة الجنسية والتي يتم فيها تصنيف تجارب األف ارد وحاالتهم السريرية بشكل مفص ل جد ا. تسلط هذه األمثلة التاريخية الضوء على التعقيدات التي ال ي ازل الباحثون يواجهونها حتى يومنا هذا عند محاولة الوصول إلى تصنيفات محددة وواضحة للظواهر والسلوكيات العاطفية المتنوعة جد ا من الجنس اآلخر أو من الجنس عينه. والمرتبطة بالرغبة الجنسية سواء في إطار االنجذاب إلى شخص من الممكن أن نقارن هذا التعقيد المتأصل بظاهرة مختلفة يمكن تحديدها بوضوح تام مثل الحمل. فإما تكون الم أرة حام ال أم غير حامل باستثناء بعض الحاالت النادرة جد ا مما يجعل تصنيف النساء اللواتي يشكلن موضوع البحث ألغ ارض الد ارسة سهال نسبي ا: مقارنة النساء الحوامل مع غيرهن من النساء غير الحوامل. ولكن كيف يمكن للباحثين المقارنة على سبيل المثال بين رجال "مثليين" ورجال "أسوياء" في د ارسة واحدة أو عبر مجموعة من الد ارسات من دون تعريفات حصرية وشاملة لمصطلحي "مثلي" و "سوي" على حد سواء وبغية زيادة الدقة يصنف بعض الباحثين المفاهيم المرتبطة بالغريزة الجنسية البشرية وفق تسلسل أو مقياس يرتكز على التغي ارت في انتشار المفهوم أو بروزه أو شدته. إذ تركز بعض المقاييس على كثافة الرغبة الجنسية وعلى موضوعها على حد سواء. ومن بين المقاييس األكثر انتشار ا واستخدام ا على نطاق واسع سلم كينسي الذي تم وضعه في األربعينيات لتصنيف الرغبات والميول الجنسية باستخدام معايير قابلة للقياس بشكل ظاهري. في إطاره يطلب من األشخاص انتقاء خيار واحد من 0 متباين الجنس حصري ا 1 متباين الجنس في الغالب مثلي الجنس لم ارت محدودة 2 متباين الجنس في الغالب ولكن مثلي الجنس لم ارت عدة 3 متباين الجنس ومثلي الجنس على حد سواء الخيار ات اآلتية: 18 ~ The New Atlantis

19 - 4 مثلي الجنس في الغالب ولكن متباين الجنس لم ارت عدة - 5 مثلي الجنس في الغالب متباين الجنس لم ارت محدودة 6 21 مثلي الجنس حصري ا بيد أن هذه المنهجية تواجه قيود ا متعددة. استخدامها على سبيل المثال من حيث المبدأ في االختبا ارت التجريبية مثل ت عتبر القياسات المماثلة "اختبار ت" الكالسيكي ق يمة لبحوث العلوم االجتماعية. الذي يساعد الباحثين على فيمكن قياس الفروقات ذات الداللة اإلحصائية بين مجموعات البيانات. إال أن عدد ا كبير ا من القياسات في العلوم االجتماعية "ترتيبية" مما يعني أنه يتم تصنيف المتغي ارت يقدمها التي وفق سلسلة ذات طول واحد وبعد واحد ولكنها ال تكون هامة جوهري ا أبعد من ذلك. في حالة سلم كينسي يكون هذا الوضع أسوأ من ذلك حتى ألنه يقيس تعريف األف ارد ألنفسهم في حين يترك من غير الواضح ما إذا كانت األرقام تشير جميعها إلى نفس الجانب من الغريزة الجنسية فقد يفهم األشخاص المختلفون مصطلحي "متباين الجنس" و"مثلي الجنس" على أنهما يشي ارن إلى مشاعر االنجذاب أو اإلثارة أو التخيالت أو السلوكيات أو إلى مزيج من هذه العوامل كلها. ويحد غموض المصطلح بشدة من استخدام سلم كينسي باعتباره قيا سا ترتيب يا يوفر ترتيب ا للمتغير ات وفق سلسلة واحدة وذات واحد. بعد لذلك ليس من الواضح أن هذا السلم يساعد الباحثين على القيام بتصنيفات حتى بدائية بين المجموعات ذات الصلة باستخدام معايير النوعية ناهيك عن ترتيب المتغي ارت أو إج ارء تجارب خاضعة للسيطرة. ربما تكون محاوالت وضع مقاييس "موضوعية" من هذا النوع مضللة وذلك نظر ا إلى التعقيد المالزم لهذا الموضوع. في سياق نقد موجه لهذه المنهجية في العلوم االجتماعية يشير الفيلسوف والمتخصص في الطب العصبي النفسي دانيال ن. روبنسون إلى أن "التصريحات التي يمكن تفسيرها بطرق مختلفة ال تصبح "موضوعية" بمجرد إضافة رقم أمامها". 22 ومن المحتمل أن التطابق الذاتي الذي تتم اإلفادة به مع تسميات مشحونة ثقاف يا ومعقدة بطبيعتها ال يمكنه ببساطة أن يوفر أسا سا موضوع يا لتحقيق قياس كمي في صفوف األف ارد أو بين المجموعات. من العقبات األخرى التي تعيق البحث في هذا المجال االعتقاد السائد ولكن غير المدعوم جيد ا أن الرغبات الرومانسية هي عبارة عن تصعيد من الرغبات الجنسية. بيد أن هذه الفكرة والتي يمكن عزوها إلى نظرية فرويد حول محركات الالوعي لقيت طعن ا من البحث حول "نظرية التعلق" التي وضعها جون بولبي في الخمسينيات. 23 بشكل تقريبي جد ا تعتبر نظرية التعلق أن التجارب العاطفية الالحقة التي غال با ما يتم تجميعها تحت عنوان عام وهو "الرومانسية" ت فسر في جزء منها بسلوكيات التعلق في مرحلة الطفولة المبكرة )والمرتبطة بشخصيات األمهات أو مقدمي الرعاية( وال تفسر بالدوافع الجنسية الالوعية. فوفق هذا التفكير قد ال تكون الرغبات الرومانسية مرتبطة بهذه القوة بالرغبات الجنسية كما هو شائع. كل هذا يشير إلى أنه ال يمكن اتخاذ ترسيم بسيط للمفاهيم المتعلقة بالجنس البشري كما هو بجوانبه السلبية وأن األبحاث التجريبية المفاهيم. واذا ما نظرنا إلى األبحاث محاولة تصنيف األشخاص بين العاطفية أو الوجدانية التي أجريت مؤخ ر ا نجد أن العلماء غال با ما يستخدمون "مثليي الجنس" أو "متبايني ذات الصلة( والتطابق الذاتي )ك الجنس" وهي: السلوك الجنسي المستمرة تتغ ير أحيا نا أو تعق د معاني فئة واحدة على األقل من ثالث فئات عند والتخيالت الجنسية )أو التجارب "مثلي" "مثلية" "عديم الجنس" وما إلى ذلك( 24. ي ذكر أن البعض 19 ~ The New Atlantis

20 يضيف تصنيف ا اربع ا: الدمج في مجتمع محدد وفق الميل الجنسي. فلننظر على سبيل المثال في تعريف الجمعية األمريكية لعلم النفس للميل الجنسي في وثيقة صدرت في العام 2008 وكانت تهدف إلى تثقيف الجمهور: يشير الميل إحساس الجنسي إلى نمط دائم من االنجذابات العاطفية الرومانسية و/أو الجنسية إلى الرجال والنساء أو كال الجنسين. كما يشير الميل الجنسي إلى الشخص بهويته بنا ء على تلك االنجذابات والسلوكيات ذات الصلة والعضوية في مجتمع يتشارك فيه هذه االنجذابات مع اآلخرين. وقد أثبتت ال األبحاث على مدى عدة عقود أن ميل الجنسي يت اروح وفق تسلسل من االنجذاب الحصري إلى الجنس اآلخر وصوال إلى االنجذاب الحصري إلى الجنس 25 عينه. ]التأكيد مضاف.[ تكمن إحدى الصعوبات التي تواجه عملية جمع هذه الفئات تحت العنوان العام نفسه وهو "الميل الجنسي" في كون األبحاث تشير إلى أنها غالب ا ما ال تتطابق في الحياة الحقيقية. ويلخص عالم االجتماع إدوارد أو. لومان وزمالؤه هذه النقطة بوضوح في كتابه الصادر في العام 1994 على الشكل اآلتي: على الرغم من أن المسح الذي أجريناه شمل مجموعة أساسية )حوالي 2.4 في المئة من إجمالي عدد الرجال وحوالي 1.3 في المئة من إجمالي عدد النساء( تعرف عن نفسها على أنها مثلية أو ثنائية الجنس ولديها شركاء من الجنس نفسه وتعب ر عن رغبات مثلية الجنس بيد أن هناك أي ضا مجموعة كبيرة من األشخاص الذين ال يعتبرون أنفسهم ال مثليي وال ثنائيي الجنس ولكنهم خاضوا تجارب مثلية الجنس وهم ارشدون أو يعبرون عن قدر ما من الرغبة... يقدم هذا التحليل األولي دلي ال واضح ا على أنه ال يمكن استخدام رقم واحد لتوفير توصيف دقيق وصحيح لحدوث المثلية الجنسية وانتشارها في صفوف السكان بشكل عام. خالصة القول المثلية الجنسية هي في األساس ظاهرة متعددة األبعاد لها معان وتفسي ارت متعددة تعتمد على السياق ]التأكيد مضاف.[ 26 والهدف". وفي اآلونة األخيرة أشارت د ارسة أج ارها كل من عالمي النفس لي از م. دايموند وريتش س. سايفين ويليامز في العام 2002 إلى وجهة نظر مشابهة: كلما وضع الباحثون هذه الفئات بعناية أكبر وفرقوا على سبيل المثال بين الهوية الجندرية والهوية الجنسية والرغبة الجنسية والسلوك الجنسي وبين المشاعر الجنسية ومشاعر الحب وبين االنجذابات والتخيالت التي تظهر في وقت مبكر وتلك التي تظهر في وقت متقدم من عمر اإلنسان أو بين 27 التطابق االجتماعي والشخصيات الجنسية كلما باتت الصورة أكثر تعقيد ا ألن عد دا قلي ال من األف ارد يكشفون عن ارتباطات موحدة بين هذه المجاالت. ]التأكيد مضاف.[ ويعترف ما من بعض الباحثين الكامنة في بالصعوبات تجميع هذه المكونات المختلفة تحت عنوان واحد. فعلى سبيل المثال كتب الباحثان جون س. غونسيورك وجيمس د. وينريش في كتابهما الصادر في العام 1991 ما يلي: "يمكن االفت ارض بكل أمان أنه عالقة ضرورية بين السلوك الجنسي للشخص وهويته لألبحاث تم في العام 1999 حول نمو الميول الجنسية لدى النساء الذاتية ما لم يتم تقييمها فردي". 28 بشكل بالمثل في استع ارض أرت المتخصصة في علم النفس االجتماعي ليتيسيا آن بيبلو حتما أن: "هناك عدد كبير من الوثائق التي تشير إلى أن االنجذابات والسلوكيات بين شخصين من الجنس نفسه ليست مرتبطة أو أص ال بهوية الشخص". 29 باختصار التعقيدات المحيطة تطرح بمفهوم "الميل الجنسي" تحديات كبيرة لألبحاث التجريبية حول هذا الموضوع. وقد يعتقد عامة الناس أن هناك تعريفات علمية متعارف عليها إلى حد كبير للمصطلحات الشبيهة بمصطلح "الميل الجنسي" بيد أن الواقع 20 ~ The New Atlantis

21 مغاير لذلك. إذ ال ي ازل تقييم دايموند للوضع قائم ا منذ العام 2003 وهو يعتبر أنه "ال يوجد حال يا أي إجماع علمي أو شعبي على مجموعة التجارب المعينة التي تحدد بشكل حاسم ما إذا كان الفرد من المثليات أو المثليين أو من ثنائيي الجنس". 30 وبسبب هذه التعقيدات عمد بعض الباحثين مثل لومان إلى اعتبار الميل الجنسي على أنه "ظاهرة متعددة األبعاد". ولكن قد يتساءل المرء على حد سواء إن لم نكن عبر محاولة إقحام هذه "الظاهرة متعددة األبعاد" في فئة واحدة نعد ل من مفهوم يتوافق مع مفهوم مركب ج دا ومنتشر في الواقع ليكون ذي قيمة كبيرة في مجال البحث العلمي. ففي الجنس " و"مثلي الجنس" غال با ما تستخدم لتشير إلى صفات نفسية أو حتى بيولوجية مستقرة أن حين التسميات مثل " متباين قد يكون هذا االستخدام خاطئ ا. فمن المحتمل أال تتوافق تجارب األف ارد الوجدانية والجنسية والسلوكية جيد ا مع هذه التسميات ألنها ال تشير في الواقع إلى أنواع )نفسية أو بيولوجية( طبيعية. لذا يتعين علينا على أقل تقدير أن نعترف بأننا ال نملك حتى اآلن ا إطا ر واض حا و ارس خا للبحث في هذه المواضيع. وبالتالي بد ال من محاولة البحث في الرغبة الجنسية واالنجذاب الجنسي والهوية الجنسية والسلوك الجنسي تحت عنوان "الميل الجنسي" العام قد يكون من األفضل أن نقوم بد ارسة تجريبية حول كل مجال وخصوصيته على حدة. لهذه الغاية يعالج هذا القسم من التقرير األبحاث التي ت عنى بالرغبة الجنسية واالنجذاب الجنسي مع التركيز على النتائج التجريبية المتعلقة بمسبباتها ونموها مع تسليط الضوء على التعقيدات الكامنة فيها. وسنستمر في استخدام المصطلحات الغامضة مثل "الميل الجنسي" حين يستخدمها المؤلف ون الذين نأتي على ذكرهم ولكننا سنحاول أن نتنبه إلى سياق استخدامها والغموض المرتبط بها. مواجهة فرضية "ولد هكذا" مع أخذ هذه األفكار حول مشاكل التعريفات بعين االعتبار ننتقل إلى المسألة المتعلقة بكيفية نشأة الرغبات الجنسية وتطورها. فلننظر في األنماط المختلفة من االنجذاب بين األف ارد الذين يعبرون عن انجذاب جنسي أو رومانسي سائد تجاه أف ارد من الجنس نفسه وأولئك الذين يعبرون عن انجذاب جنسي أو رومانسي سائد تجاه أف ارد من الجنس اآلخر. ما هي أسباب هذين النمطين من االنجذاب هل هذه االنجذابات أو التفضيالت عبارة عن سمات فطرية ربما تحددها جيناتنا أو هرموناتنا ما قبل الوالدة هل يتم اكتسابها من خالل عوامل الخبرة والبيئة واإل اردة أو أنها تتطور نتيجة كل هذه األسباب وأي دور إن وجد تؤديه أعمال اإلنسان في تكوين أنماط االنجذاب وما هو الدور إن وجد الذي تؤديه التأثي ارت الثقافية أو االجتماعية تشير األبحاث إلى أنه في حين أن العوامل الجينية أو الفطرية قد تؤثر على ظهور االنجذاب إلى الجنس نفسه ال يمكن لهذه العوامل البيولوجية أن السياق. تقدم ا تفسي ر كام ال كما يمكن أن تؤدي العوامل البيئية والتجارب التي يعيشها اإلنسان دور ا هام ا في هذا إن وجهة النظر األكثر قبو ال بشكل عام في الخطاب الشعبي والتي ذكرناها أعاله أي مفهوم "ولد هكذا" الذي يقول إن المثلية الجنسية والتباين الجنسي ظاهرتان فطريتان بيولوج يا أو نتيجة عوامل نمو مبكرة ج دا دفعت عدد ا كبير ا من غير المتخصصين إلى االعتقاد أن المثلية الجنسية أو التباين الجنسي غير قابلين للتغيير وأنه يتم تحديدهما بصرف النظر عن الخيا ارت والسلوكيات 21 ~ The New Atlantis

22 وتجارب الحياة والسياقات االجتماعية التي يعيش فيها اإلنسان. لكن وكما ستبين فإن وجهة النظر هذه غير مدعومة من األبحاث العلمية بما فيه الكفاية. المناقشة التالية للمؤلفات العلمية ذات الصلة تشك ل جيني. د ارسة التوائم المتطابقة نوع ا من فإذا كان االحتمال ا كبي ر بأن حين يظهرها أحدهما وهو ما ي عرف في هذه السمة. لكن إذا لم تكن األبحاث أنواع يظهر الفردان د ارسات التوائم الفاعلة في من زوج تقييم ما إذا كانت الصفات البيولوجية أو النفسية لها أساس التوائم المتطابقة اللذان يتشاركان ما سمة ن سهف الجينات مجموع بنسبة التوافق حينذاك يمكن للمرء أن يستنتج أن العوامل الو ارثية تؤدي على األرجح دور ا نسبة توافق المتطابقة التوائم أعلى من نسبة التوافق الخاصة بنفس السمة لدى التوائم غير المتطابقة التي تتشارك )تقريب أ( نصف جيناتها فحسب فإن ذلك يدل على أن البيئة المشتركة قد تكون عام ال أكثر أهمية من الجينات المشتركة. ي عتبر الطبيب النفسي ف ارنز جوزيف كالمان من رواد علم الو ارثة السلوكي ومن أوائل الباحثين الذين استخدموا ا لتوائم لد ارسة تأثير ال الجينات على سمات بما في ذلك الميل الجنسي. ففي د ارسة نشرها في العام 1952 وشكلت عالمة بارزة أشار إلى أنه في صفوف جميع أزواج التوائم المتطابقة التي شكلت موضع د ارسته إذا كان أحدهما مثلي الجنس يكون اآلخر مثلي ا أي ضا مما أسفر عن نسبة توافق مذهلة تبلغ 100 في المئة للمثلية الجنسية في صفوف التوائم المتطابقة. 31 لو تم تك ارر هذه النتيجة وتصميم دعما ا مبك ر لفرضية "ولد هكذا". بيد أن الد ارسة لقيت الد ارسة بشكل أفضل لكانت أعطت يبي ن الفيلسوف وأستاذ القانون إدوارد شتاين أن كالمان لم يقدم أي دليل على أن التوائم التي شكلت موضوع انتقادات شديدة. على سبيل ا لمثال در استه كانت في الواقع متطابقة جيني ا وقد تشكلت عيناته من المرضى النفسيين والسجناء وغيرهم من خالل من وصفهم كالمان بأنهم "على اتصال مباشر بعالم مثليي الجنس السري" مما دفع شتاين إلى القول بأن عينة كالمان "ال تشكل بأي شكل من األشكال شريحة معقولة من السكان مثليي الجنس". 32 )ت عرف طريقة أخذ العينات التي عمل عليها كالمان بالنهج السهل بأخذ العينات والتي تنطوي على اختيار أف ارد من السكان يكون وصول الباحث إليهم سه ال.( تصميما جي دا والتي تدرس جينات مع ذلك تشير د ارسات التوائم المصممة ا دو ر في تحديد الميل الجنسي. فعلى سبيل المثال أجرى عالم النفس ج. المثلية الجنسية إلى أن العوامل الو ارثية ت ؤدي على األرجح مايكل بايلي وزمالؤه في العام 2000 د ارسة بارزة حول الميل الجنسي باستخدام التوائم من سجل التوائم الخاص بمجلس الصحة الوطنية واألبحاث الطبية في أست ارليا وهي عينة تشمل احتماالت كبيرة كانت بالتالي أكثر تمثيال للسكان بشكل عام من العينة التي استند إليها كالمان في د ارسته. 33 وقد استخدم البحث سلم كينسي لتحديد الميل الجنسي وقد ر نسب التوافق لكون الشخص مثلي الجنس ب 20 في المئة للرجال و 24 في المئة للنساء في صفوف التوائم المتطابقة )توأم البيضة الواحدة( مقارنة مع 0 في المئة للرجال و 10 في المئة للنساء في صفوف التوائم غير المتطابقة )توأم البيضتين(. 34 ونالحظ أن الفرق في معدالت التوافق يقدم داللة إحصائية مهمة للرجال دون النساء. بناء على هذه النتائج ق در الباحثون قابلية المثلية الجنسية على االنتقال بالو ارثة عند الرجال ب 0.45 مع نطاق ثقة واسع يبلغ 95 في المئة ويت اروح ما بين 0 00 و بالنسبة إلى نساء بلغت هذه القابلية 0.08 مع نطاق ثقة واسع على نحو 22 ~ The New Atlantis